4/09/2009

الاكتئاب

كثير من الناس يعانون من الشعور بالحزن وضيق الصدر وانخفاض الوزن وقلة الشهية للطعام ، مما يؤدي إلى قلة الإنتاج والتركيز واحتقار النفس والحياة لدرجة التفكير في الانتحار أو تمني الموت ، وهذه كلها أعراض لمرض خطير هو الاكتئاب . قد يصيب الإنسان هذا المرض لأسباب خارجية ، كفقد شيء عزيز سواءً كان شخص أو مال أو منصب أو بسبب تناول بعض الأدوية التي تؤثر على الدماغ وتسبب الاكتئاب ، كذلك التوقف عن شرب الكحول والمخدرات والحبوب المنبهة . وقد يصاب الإنسان به بفعل أسباب داخلية تتمثل في العوامل الوراثية ، فيصاب الشخص وراثيا بالاكتئاب نتيجة وجود هذا المرض في أحد أفراد عائلته ، أو بسبب بعض الأمراض مثل نقص هرمونات الغدة الدرقية أو لأسباب أخرى وهمية يخترعها بعض الناس فتزيد من همومهم وأحزانهم. ولقد غاب على كثير من الناس أن الله سبحانه وتعالى جعل في القرآن الكريم والسنة النبوية شفاءً لكثير من الأمراض ، كما أن هناك أموراً هي بمثابة العلاج الواقي من هذه الأمراض ومنها الاكتئاب ، وأهم هذه الأمور العقيدة وفهم معناها الصحيح واستيعاب جوانبها التي تتمثل في الإيمان بالقضاء والقدر ، فيعلم الإنسان أن ما أصابه أمر مكتوب لابد منه فلا يحزن بل يشعر بالارتياح والرضا والتسليم لله . أيضاً الإيمان باليوم الآخر فيعلم أن مصير هذه الدنيا إلى الزوال فليس المهم ما خسره فيها بل الأهم هو ما بعدها من حساب وعقاب فيقوى الإيمان وتشتد العزيمة ويهون وقع المصائب . كذلك الإيمان بأسماء الله وفهم معاني صفاته والإيمان بها وتطبيقها على ما يحدث للإنسان من أحداث ، فعندما يتيقن الإنسان بأن الله حكيم وأن ما يصيبه من البلاء إنما هو لحكمة أرادها الله ، فيرضى ويعلم أن الخير فيما يقدره الله سبحانه وتعالى . وأكثر ما يهون على المسلم من شدة المصائب أنها ابتلاء من الله ودليل على محبته وأنها سبب لتكفير الذنوب كما أنها سبب في التوجه إلى الله بالدعاء وأنها دليل على قوة الإيمان وفي الصبر عليها الأجر العظيم ، كما قد يكون في حصول هذه المصيبة خير أراده الله ، فعندما يفهم المسلم المصائب على هذا النحو تكون أفضل علاج للاكتئاب الحاصل بسببها ، أو وقاية من حصوله لمن حلت عليه مصيبة . وفي تقوى الله وطاعته خير وقاية للاكتئاب ، فقد قال سبحانه وتعالى " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم بأحسن ما كانوا يعملون " ، ففي تقوى الله السعادة الحقيقية : سعادة الدنيا والآخرة . ولا يخفى علينا أيضاً ما للدعاء والتسبيح من الفضل في الوقاية من الاكتئاب كالدعاء بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن " . والأدعية العلاجية كما ورد منها عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله : " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك ، أسألك اللهم بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " ، والتسبيح كدعاء يونس عليه السلام " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " . كذلك يجب على العاقل تقديم أسوأ الاحتمالات للمصيبة ، فيكتشف أنه كان من الممكن أن يحصل له الأسوأ ، فيخف عنه الهم والحزن ، وكذلك أن ينظر إلى من هم أعظم منه مصيبة فتهون عليه مصيبته ويحمد الله أنه لم يصل إلى حالهم . وهناك بعض الناس من يسيء النظر إلى حقيقة الدنيا بأمور خيالية لا تتماشى مع طبيعة الحياة المتقلبة ، فبمجرد أن يتعرض لأول مصيبة أو خلل في شروطه التي وضعها لحياته المثالية ، يصيبه الحزن والهم العظيمين ، ولهذا نقول إن النظرة إلى الحياة بواقعية والبعد عن نظرة الكمال في الحياة سبب لراحة البال وتقبل الأمور برضا وتسليم يحمي من الاكتئاب . كما ينبغي أيضاً تقديم حسن الظن بالآخرين ، فما أن يتعرض بعض الناس لأي موقف من أي شخص حتى يسيء الظن بصاحبه ويذهب إلى تفسير الأمور كما يشاء فيصيبه الضيق والهم ، ولو أنه أحسن الظن به ووجد له المبررات لموقفه لارتاح من هذا الضيق الذي يؤدي بصاحبه إلى الاكتئاب . فعلى الإنسان إذا تعرض لإيذاء من الآخرين أن يتجاهلهم ويعلم أنهم لا يضرونه بل يضرون أنفسهم وأن يحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى . وآخر علاج للاكتئاب هو الأمل الذي ينير طريق الحياة ويشرح الصدر ، وليعلم الإنسان أنه كلما اشتدت المصائب وزادت ، كان الفرج من العلي القدير أقرب فقد وعدنا ، سبحانه وتعالى بذلك في قوله : " سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً " .

3/29/2009

الصرع وإحترام الذات

وهو كيف يشعر الشخص تجاه نفسه وما حدود علاقته بالآخرين و العالم من حوله تشكل الرسائل التي يستقبلها الشخص من الآخرين و بالخصوص الوالدين جزءا مهماً من احترام الذات

بمعنى آخر هو الشعور :
1- بالخصوصية .. و بأني متصل بالآخرين ولكنى مميز
2- بأنني ذو قيمة - وأنني جدير بالحب
3- والشعور بالمقدرة أو الكفاءة

الصرع حالة مرضية عضوية تحدث نتيجة لاضطراب فى الخلايا العصبية فى الدماغ. فعندما لا تعمل خلايا الدماغ بشكل صحيح فإن وعي الشخص و حركاته و تصرفاته تتغير ولمدة قصيرة. و هذه التغيرات العضوية الجسدية تدعى نوبات صرعية و لهذا فإن مرض الصرع أحيانا يسمى- اعتلال نوبي صرعي
الصرع وإحترام الذات حدوث نوبات الصرع تخلق تحديات تعيق تطور و نمو احترام الذات لدى الشخص. كذلك الشخص المصاب بالصرع ربما يحمل مفاهيم خاطئة أو خوف أو تساؤلات حول الخصوصيات, القيمة الذاتية أو الكفاءة

الشعور بالخصوصية
1- ماذا لو حدث لي نوبة صرع في العمل أو في المدرسة أو و أنا في نزهة
2- هل يجد الناس حرجاً فى التعامل معى ؟
3- كيف يتصرف الناس اتجاهي لو أخبرتهم بأنني أعاني من الصرع ؟

ذو قيمة
1- هل نوبات الصرع التي تنتابني تخيف الناس ؟
2- هل أنا عبء على عائلتي ؟
3- هل والداي محبطان أو غاضبان تجاهي ؟
4- هل نوبات الصرع تجعلني غير جذاب ؟
5- هل نوبات الصرع تحول دون حب الناس لي أو الزواج بى ؟

القدرة والكفاءة
1- هل مرض الصرع يعني أنني عاجز ؟
2- هل أستطيع قيادة السيارة ؟ 3
- هل أستطيع ممارسة الرياضة أو تسلق الأشجار أو السباحة ؟
4- هل أنا السبب في نوبات صرعي ؟
5- هل أستطيع الذهاب إلى الكلية و الحصول على عمل جيد ؟

إن القدرة على الإجابة على هذه الأسئلة بوضوح و بثقة مهم جدا. و دعم و مساندة الآخرين الإيجابية يساعد على ذلك

ما هو العمل …؟ من الممكن تقوية الشعور بالخصوصية والقيمة الذاتية و الكفاءة في جو من
1- الدفء و القبول

2- و تبادل الرأي الإيجابي و الصدق المفتوح
3- و الدعم و التشجيع و باستطاعة كل من الوالدين و العائلة و المدرسة و كذلك الآخرين

خلق مثل هذا الجو و ذلك بواسطة:
1- تطوير مهارات تبادل الأفكار و الآراء
2- المشاركة في الدعم الجماعي أو البرامج التعليمية حول الصرع
3- تطوير الوسائل والأدوات التى تمكَن الشخص المصاب بالصرع من فهم نفسه و كذلك الآخرين
4- تشجيع تبادل الأفكار و الآراء الجيد داخل العائلة 5- تطوير القبول و الثقة بالنفس

3/28/2009

التأمل مسكن فعال.. لألم الجسد والروح

يبدو أن التدرب على التأمل وتمارينه يساعد الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة التي تتراوح بين الإيدز إلى اضطرابات النوم، في التقليل من أعراضها وتحسين نوعية حياتهم. ودرست دايان ريبل، التي ترأست فريق البحث لدى مستشفى جامعة توماس جفرسون في ولاية فيلادلفيا الأميركية، مع زملائها 104 أشخاص أكملوا برنامجا لتخفيض الضغوط والهموم يعتمد على الوعي الفكري، وهو عبارة عن دورة خاصة في التأمل مدتها 8 أسابيع مصممة للأشخاص المصابين بالأمراض المستعصية. وأشار المشتركون في التجربة بعد انتهاء الدورة إلى الشعور بتحسن في الوظائف اليومية والتحكم بالهموم والكآبة والإحساس بطعم الحياة والوضوح الفكري. هذا وأكدت مجموعة من العلماء الأميركيين أن الاستخدام الجيد للعقل والتفكير يمثل السر في تخفيف الألم بشكل طبيعي. حيث أوضح الباحثون في دراسة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن الاسترخاء والتأمل وتصفية الذهن من أهم الوسائل الطبيعية التي تساعد على التخلص من الآلام المزمنة دون الحاجة إلى الجراحة أو تعاطي العقاقير الدوائية المسكنة. وأشار الخبراء من المعاهد الوطنية الأميركية للصحة إلى أن الاسترخاء فعال في تخفيف أوجاع أسفل الظهر وآلام الصداع والتهابات المفاصل وغيرها من الاعتلالات ذات الآلام المزمنة. وبسبب الآثار الجانبية الشائعة للأدوية والعقاقير الكيميائية المسكنة للألم كتآكل بطانة المعدة تقلص استخدام هذه الأدوية وتزايدت الحاجة إلى اكتشاف طرق ووسائل طبيعية لتخفيف الألم. ويعرف الاسترخاء بأنه الحالة الذهنية البسيطة الناتجة عن تصفية الذهن والتخلص من الأفكار السلبية التي تشجع الألم وذلك بالتركيز على تكرار كلمة أو صوت أو فكرة معينة أو التفكير بعدد مرات التنفس إلى زيارات طبية قليلة ولا يسبب آثارا جانبية مزعجة بعكس العمليات الجراحية والأدوية القاتلة للألم التي تسبب إرهاقا جسديا وماديا كبيرا. وأوضح الباحثون أن الاسترخاء كالتوتر تماما ينشأ داخل الجسم ويؤثر عليه، فعندما يسترخي الإنسان ترتخي عضلاته المشدودة ويبطؤ تنفسه ويقل ضغط دمه وعمليات الأيض في جسمه كما يقلل من حدة العواطف والانفعالات المصاحبة له. أما في حالة التوتر أو القلق فيتهيأ الجسم لحالة الكر أو الفر فتنشد العضلات ويرتفع ضغط الدم ويتسارع التنفس وتبدأ الآلام في مراحل مبكرة. ومن جهة أخرى فان التأمل والاسترخاء قد لا يعطيان إحساسا بالأمان النفسي فحسب، بل قد يبعدان خطر انسداد الشرايين وبالتالي خطر الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية. ويقول الباحثون في كلية ماهاريشي فيدك الطبية في مدينة فيرفيلد بولاية إيوا الأميركية، إن ما يسمى التأمل المتعالي أو المتهم وهو نوع من الاسترخاء الذي يضع جسم المريض وعقله في حالة راحة وهو لا يزال يقظا بحيث يغمض المريض عينيه ويردد كلمة معينة أو صوتا معينا في ذهنه لمساعدته على الاسترخاء قد يساعد في تقليل التوتر وبالتالي تقليل النوبات القلبية بحوالي 11% والسكتات بحوالي 15%. وقال الدكتور تشارلز دور من جامعة الطب والعلوم في لوس أنجلوس إن هذا الإجراء من اليقظة المريحة يساعد في معالجة حالات تصلب الشرايين التي تؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات أو منع الإصابة بها. واستند الباحثون في دراستهم على فحص سماكة شرايين الرقبة لدى 138 شخصا من الأميركيين الأفارقة الذين يبلغ ضغط دمائهم الحد الأعلى أو المصابين بارتفاع ضغط الدم بواسطة الموجات فوق الصوتية بعد إخضاع مجموعة منهم لجلسات تأمل مدة كل منها 20 دقيقة مرتين يوميا والمجموعة الأخرى لتمرينات معينة أو اتباع نظام خاص داخل المنزل. وأظهرت الدراسة التي نشرتها مجلة ستروك التي تصدر عن جمعية القلب الأميركية أن الذين تأملوا أظهروا انخفاضا ملحوظا في سماكة جدران شرايينهم بعد 6 – 9 أشهر في حين أظهر الآخرون زيادة. وأكدت الدكتورة أمبارو كاسبيللو إمكانية استخدام تقنيات التأمل والاسترخاء كعلاج مساعد للعقاقير الدوائية حتى أن بإمكان غير المصابين بأمراض القلب والذين يقلقون على صحتهم ممارسة جلسات التأمل مشيرة إلى أنه لم يتضح بعد إذا ما كان لأشكال أخرى من الاسترخاء الأثر نفسه على الشرايين. وحول أهمية التأمل والاسترخاء في تخفيف حدة التوتر الذي قد يسيطر على شخص ما عندئد لا يستطيع المرء أن يفكر بشكل سليم وحينئذ تصبح ردود أفعاله مبالغا بها أو غير طبيعية. ولهذا يمكن أن تنعكس بشكل سلبي على صحة الجسم الجسدية والنفسية. وللأسف إن وتيرة الحياة اليومية السريعة جدا وحياة المكاتب والزحام والضجيج وغير ذلك من العوامل التي تجعل من الضغوط النفسية تزداد اطرادا سواء في المنزل أو في الشارع أو في العمل، ولهذا تزداد إصاباته بالأمراض المختلفة التي باتت تعرف بأمراض العصر كأمراض القلب والأوعية الدموية والأورام وغير ذلك من الأمراض التي تهدد حياة الشخص وتؤدي لوفاته المبكرة قبل الأوان. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الضغوط النفسية، خصوصا الناجمة عن العمل تعتبر من أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ أن تلك الضغوط اليومية يرافقها أيضا اضطراب النوم وعدم أخذ قسط كاف من الراحة اليومية. ونقص التغذية وقلة الحركة، وزيادة التدخين وتناول المنبهات وجميع هذه العوامل تساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والبدانة ولهذا ينصح خبراء الصحة العامة بضرورة التغلب على التوتر والعوامل المؤهبة لحدوثه. إذ كما هو معروف بأن الشدة النفسية والحياة صنوان، وبالرغم من أننا لا نستطيع أن نتجنب الأحداث التي تحدد اتجاه حياتنا، ولكننا نستطيع إزالة التوتر والتغلب عليه بالاسترخاء الذي يسمح بتعديل ردود الفعل إزاء العوامل الغذائية الخارجية وبالتخلص بشكل تدريجي من العوامل المؤهبة لحدوث التوتر. لهذا يجب علينا أن نتقن فن التأمل والاسترخاء الذي يعيد للجسم توازنه الجسدي النفسي المفقود، والاسترخاء يمكن ممارسته في العمل في فترات الاستراحة القصيرة، فحين يشعر الموظف بالتوتر عليه أن يتوجه نحو الشرفة أو النافذة أو إلى مكان الاستراحة وأن يجلس بوضعية مريحة محاولا أن يتنفس بشكل جيد وعميق وألا يفكر بأي شيء على الإطلاق، وبعد دقائق عدة يمكنه المعاودة إلى عمله بروح إيجابية. وفي البيت يمكن ممارسة رياضة اليوجا أو التأمل وممارسة التمارين الرياضية وأهمها رياضة المشي بشكل منتظم، إضافة إلى الابتعاد عن كافة مصادر الضجيج والتوتر والاستماع إلى الموسيقى الهادئة واستخدام الزيوت العطرية أثناء الاستحمام التي تحقق الاسترخاء المطلوب للجسم والصفاء للنفس والذهن. وإذا ما تعلمنا فن الاسترخاء استطعنا أن نحافظ على صحتنا بعيدا عن المرض مع ضرورة الاهتمام أيضا بنمط التغذية وتناول الأطعمة المتنوعة والتقليل من تناول المنبهات والامتناع عن التدخين وتنظيم ساعات العمل والنوم والراحة، من أجل تحقيق الصحة والسعادة.